ما هو ال API؟
الـ API يعتبر اختصار لـ Application Programming Interface - واجهة برمجة التطبيقات وهو مصطلح شائع في عالم التكنولوجيا والبرمجة وهو عبارة عن مجموعة من القواعد والبروتوكولات التي تمكّن تطبيقات البرمجيات المختلفة من التواصل مع بعضها البعض. يمكن تشبيه الـ API بمترجم أو وسيط بين طرفين مختلفين، فهو يسمح لتطبيق معين بطلب خدمات أو بيانات من تطبيق آخر بشكل آلي ومنظم.
إذا كنت قد استخدمت تطبيقًا جوّالًا أو موقعًا إلكترونيًا للحصول على معلومات من خدمة أخرى فمن المحتمل أنك قد استفدت من API دون أن تدرك ذلك.
مثال عليه هو عند استخدامك لتطبيق الطقس على هاتفك. هذا التطبيق يحتاج إلى معرفة حالة الطقس في موقعك الحالي وبدلاً من محاولة جمع هذه البيانات بنفسه يقوم التطبيق بإرسال طلب إلى خادم يحتوي على بيانات الطقس.
يستخدم هذا الطلب الـ API المتاح من قِبل خدمة الطقس لجلب المعلومات اللازمة وعرضها لك على الشاشة و من دون الـ API، سيكون من الصعب أو المستحيل على التطبيق الوصول إلى تلك المعلومات بنفس السهولة والسرعة.
كيف يعمل الـ API؟
يعمل الـ API عن طريق إرسال واستقبال الطلبات بين الخوادم والتطبيقات. عند إرسال طلب API، يقوم النظام بإرسال طلب HTTP إلى خادم معين، متضمنًا بعض المعايير مثل نوع البيانات المطلوبة أو العملية التي يجب تنفيذها
يتولى الخادم المستلم للطلب تنفيذ العملية أو جلب البيانات المطلوبة، ثم يعيد إرسال استجابة HTTP إلى النظام الأصلي.
يمكن أن تكون هذه الاستجابة عبارة عن بيانات بصيغة JSON أو XML أو أي صيغة أخرى مقروءة وقابلة للتحليل من قبل التطبيق.
أحد الجوانب المهمة لفهم عملية الـ API هو معرفة أنها تعمل على أساس مبادئ REST أو SOAP. REST، معناه نقل الحالة التمثيلية و هو يعد أسلوب شائع لبناء API يتميز بكونه خفيف الوزن وسهل الاستخدام كما انه يعمل REST بشكل كبير على البروتوكولات الشائعة مثل HTTP وHTTPS وهو يتطلب من المطورين الالتزام ببعض القواعد الأساسية في انشاء الطلبات والاستجابات. في المقابل، SOAP، اختصار لـ "بروتوكول الوصول البسيط إلى الكائنات"، هو أسلوب آخر لبناء API يعتمد على بروتوكول HTTP ولكن بخصائص أكثر تعقيدًا ويشمل معايير أمان متقدمة.
أنواع الـ API
يمكن تصنيف الـ API إلى أنواع متعددة بناءً على استخدامها وطريقة الوصول إليها. من بين هذه الأنواع:-
١. النوع الاول
هي API مفتوحة يمكن لأي مطور الوصول إليها واستخدامها لبناء تطبيقات. عادة ما تكون هذه الأنواع من الـ API مدعومة من قبل الشركات الكبيرة مثل Google وFacebook وTwitter، حيث توفر هذه الشركات APIs عامة لتسهيل دمج خدماتها مع التطبيقات الأخرى. على سبيل المثال، يمكن لمطوري التطبيقات استخدام API الخاصة بـ Google Maps لدمج الخرائط وخدمات تحديد المواقع في تطبيقاتهم.
٢. النوع الثاني
هي API مصممة للاستخدام الداخلي من قبل فريق تطوير محدد داخل منظمة أو شركة. توفر هذه الأنواع من الـ API مرونة وأمانًا أكبر لأنها لا تكون مفتوحة للجمهور. يتم استخدامها عادة لتكامل الأنظمة الداخلية للشركات وتحسين العمليات الداخلية مثل إدارة البيانات أو تكامل الأنظمة بين الفروع المختلفة.
٣. النوع الثالث من API
يتوفر لشركاء معينين أو كيانات محددة بناءً على اتفاقيات تجارية. يمكن أن تكون هذه الـ API جزءًا من تعاون بين شركتين لتوفير خدمات تكاملية متقدمة. على سبيل المثال، يمكن لشركة برمجيات توفير API للشركاء التجاريين لدمج خدماتها مع منصاتهم أو تطبيقاتهم.
٤. النوع الرابع
تجمع بين وظائف متعددة APIs ضمن واجهة واحدة، مما يسمح للمطورين بتنفيذ مهام معقدة باستخدام طلب واحد فقط. على سبيل المثال، يمكن لـ API مركب أن يجمع بين وظائف طلب البيانات من قاعدة بيانات، وإرسال بريد إلكتروني، وتحديث سجل مستخدم في نفس الوقت.
مزايا استخدام الـ API
بدلاً من بناء كل شيء من الصفر، يمكن للمطورين الاستفادة من الـ API الموجودة للحصول على الميزات والخدمات التي يحتاجونها. على سبيل المثال، إذا كنت تطور تطبيقًا للتجارة الإلكترونية يمكنك استخدام API لمعالجة المدفوعات بدلاً من بناء نظام دفع خاص بك.
وايضا يمكن لـ API تسهيل عملية تكامل الأنظمة المختلفة داخل الشركات، مما يحسن الكفاءة العامة ويساهم في تقليل الأخطاء. على سبيل المثال، يمكن استخدام API لنقل البيانات بين نظام إدارة الموارد البشرية ونظام المحاسبة، مما يقلل الحاجة إلى إدخال البيانات يدويًا.
يمكن للشركات استخدام الـ API لتسهيل التواصل مع الشركاء والموردين والعملاء فعلى سبيل المثال يمكن لشركة توصيل أن تقدم API لعملائها لتمكينهم من تتبع الشحنات في الوقت الحقيقي.
باستخدام الـ API، يمكن للشركات إطلاق خدمات جديدة بسرعة وكفاءة، مما يسهم في تسريع الابتكار. على سبيل المثال، يمكن لشركة برمجيات إطلاق ميزة جديدة تتكامل مع خدماتها الأساسية من خلال استخدام API متاحة بالفعل.
سلبيات استخدام الـ API
الـ API يمكن أن تكون نقطة ضعف أمني إذا لم يتم تأمينها بشكل صحيح. إذا تمكن المخترقون من الوصول إلى API غير مؤمنة، يمكنهم استغلالها للوصول إلى بيانات حساسة أو تنفيذ عمليات غير مصرح بها. من الضروري تطبيق معايير أمان قوية مثل استخدام بروتوكولات التشفير والمصادقة المناسبة.
قد تعتمد التطبيقات بشكل كبير على API معينة، وإذا توقفت هذه الـ API عن العمل لأي سبب، فقد يتأثر التطبيق بشكل كبير. لذلك، من المهم وجود خطط بديلة وضمان وجود دعم تقني جيد من قبل مزودي الـ API.
قد تكون هناك تحديات تتعلق بالتوافق بين الأنظمة المختلفة عند استخدام API. قد يتطلب التكامل بين نظامين استخدام API مختلفة بأساليب مختلفة، مما قد يزيد من تعقيد عملية التطوير. يجب على المطورين التأكد من أن الـ API التي يستخدمونها تتوافق مع البنية التحتية لتطبيقاتهم.
والمثل يمكن ان تتغير أو تتحدث بشكل دوري، مما قد يتطلب من المطورين تعديل تطبيقاتهم لتتوافق مع النسخة الجديدة من الـ API. يجب على المطورين متابعة التحديثات والتغييرات بشكل مستمر لضمان استمرار عمل تطبيقاتهم بشكل صحيح.
أمثلة على الـ API الشهيرة
هناك العديد من الـ API الشهيرة التي يستخدمها المطورون بشكل يومي لبناء تطبيقاتهم وتحسين وظائفها من بين هذه الـ API:
Google Maps API
توفر Google Maps API مجموعة واسعة من الخدمات التي تمكن المطورين من دمج الخرائط وتحديد المواقع وخدمات التوجيه في تطبيقاتهم. يمكن استخدام هذه الـ API لعرض المواقع الجغرافية، وحساب المسافات، وتقديم الاتجاهات بين نقطتين.
Twitter API
تمكن Twitter API المطورين من الوصول إلى بيانات تويتر وتنفيذ عمليات مثل نشر التغريدات وجمع البيانات حول المواضيع الشائعة والتفاعل مع المستخدمين. تُستخدم هذه الـ API على نطاق واسع لبناء تطبيقات تحليل وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة الاتجاهات.
Facebook Graph API
تعد Facebook Graph API واحدة من أهم واجهات برمجة التطبيقات التي توفرها شركة فيسبوك. تمكّن هذه الـ API المطورين من الوصول إلى بيانات المستخدمين، وإدارة الصفحات، ونشر المحتوى، وتنفيذ العديد من العمليات الأخرى التي تتيح بناء تطبيقات تفاعلية تتكامل مع منصة فيسبوك.
Stripe API
تعد Stripe API من أشهر الـ API في مجال معالجة المدفوعات. تتيح هذه الـ API للمطورين دمج خدمات الدفع الإلكتروني في تطبيقاتهم بسهولة، مما يوفر تجربة مستخدم سلسة وآمنة لإجراء المعاملات المالية عبر الإنترنت.
كيفية بدء استخدام الـ API
١. قبل البدء في استخدام الـ API، من المهم فهم متطلبات التطبيق الذي تعمل عليه. يجب تحديد الخدمات والوظائف التي يحتاجها التطبيق وكيف يمكن للـ API مساعدتك في تحقيقها. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى دمج خدمات الدفع، يجب اختيار الـ API المناسبة التي تلبي متطلبات الأمان والسرعة.
٢. هناك العديد من الـ API المتاحة، ويجب اختيار الـ API التي تتوافق مع احتياجاتك التقنية والوظيفية. يمكنك البدء بالبحث عن الـ API على مواقع موثوقة مثل GitHub أو عبر مستندات الـ API المقدمة من الشركات الكبيرة.
٣. قبل البدء في استخدام الـ API، يجب قراءة المستندات الخاصة بها بعناية وتوفر المستندات عادةً تفاصيل حول كيفية تكوين الطلبات، والصيغ المقبولة والأخطاء المحتملة وكيفية معالجتها. وايضا تشمل المستندات أمثلة على كيفية استخدام الـ API في سيناريوهات مختلفة.
٤. بعض الـ API تتطلب إعداد مفاتيح وصول خاصة للتحقق من هوية المستخدم وتأمين الاتصال فيتوجب على المطورين إنشاء حساب لدى مزود الـ API للحصول على هذه المفاتيح والتي يجب تخزينها بأمان وعدم مشاركتها مع الآخرين.
٥. بعد إعداد مفاتيح الوصول والاطلاع على المستندات يمكنك البدء في تنفيذ الـ API في تطبيقك فقد يتطلب ذلك كتابة الشيفرة البرمجية اللازمة لإرسال الطلبات واستقبال الاستجابات بشكل صحيح وبالمناسبة يجب عليك التأكد من أن الشيفرة متوافقة مع البروتوكولات التي يعتمد عليها الـ API مثل REST أو SOAP.
من الضروري إجراء اختبارات شاملة للـ API لضمان أنها تعمل بشكل صحيح في جميع السيناريوهات المحتملة انصحك باستخدام أدوات مثل Postman أو Insomnia لاختبار الطلبات يدوي.
تعتبر واجهات برمجة التطبيقات (API) من الأدوات الأساسية في بناء تطبيقات حديثة وقوية. بفضل القدرة على دمج خدمات مختلفة من مزودي خدمات متنوعين، يمكن للمطورين تحسين وظائف التطبيقات وتقديم تجربة مستخدم محسنة. مع الفهم الصحيح للـ API وكيفية استخدامها، يمكنك تحويل أفكارك إلى منتجات رقمية مبتكرة تساهم في تطوير عالم التكنولوجيا.
إذا وجدت هذه المقالة مفيدة وتعتقد أن الآخرين يمكنهم الاستفادة منها، ندعوك لمشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. سيساعد ذلك في نشر المعرفة وزيادة الوعي حول أهمية وفوائد استخدام الـ API. ولا تتردد في ترك تعليقك أو طرح أي أسئلة قد تكون لديك حول هذا الموضوع، سنكون سعداء بالإجابة والمساعدة.